فضائل سُوَرة القلم وخَوَاصُّها: دراسةٌ حديثيةٌ تحليليةٌ

Abstract

من السور الأوائل التي نزلت في مكة، وقد استهلّت بذكر مقصدها وهو القسم بالقلم على تنزيه الرسول ﷺ، الذي هو على خلق عظيم ويستحق الثواب من ربّه، ونفي افتراءات المكذبين عليه، فأنّى تصح نعمة النبوّة والرسالة من مجنون، ثمّ أعقبها إبطال افتراءاتهم وقولهم عنه في آخر السورة أنه مجنون. وتضمنت خمس مجموعات من الآيات (مقدّمة وثلاثة أمثلة وخاتمة): بدأت (4 آيات) بمختصر عن مقصدها وهو إبطال اتهامهم للرسول بالجنون، ثمّ (12 آية) ذكرت سوء أخلاق المكذبين ليظهر من خلالها عظيم خلق الرسول والقرآن، ثم ّ (17 آية) قصة أصحاب الجنّة وهم قوم طغاة ظالمون منعوا نعمة الله عن المحتاجين فأهلكها الله، ثمّ (14 آية) ثماني أسئلة: منها ستّة للمكذبين تفضح جهلهم وتبين أنهم على باطل، وسؤالان للرسول يثبتان أنه غير مسؤول عن كفرهم، ثمّ (5 آيات) ختمت بالأمر بالصبر على تبليغ الرسالة والتذكير بالقرآن. وهدفت الدراسة إلى جمع بعض أقوال المفسرين و الأحاديث الواردة فيها ومن ثم تمحيصها وبيان درجتها. وقد استعمل الباحث المنهج الاستقرائي في جمع الأحاديث ثم استعمل المنهج التحليلي لاستخراجها وعرضها في هذه المقالة، وقد خلصت الدراسة إلى أن تدبر آي القرآن والتمعن في مراميها لهو أهم وسيلة في رقي الإيمان والثبات عليه، وهو السبيل الناجع  للحد من تغول الأحاديث الموضوعة والضعيفة وذلك على حساب الأحاديث الصحيحة. وليعلم القارئ الفطن أن أسلوب القرآن الكريم قائم على حث أتباعه على تحري الحقيقة والبحث عنها بشتى السبل، وأن الأمانة العلمية تقتضي تحري الأحاديث الصحيحة والتحذير من الضعيفة والموضوعة، فالعلم أمانة، والسكوت على الباطل خيانة.